قوله تعالى : { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله كذالك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } { بل } ، حرف إضراب ؛ فقد أضرب عن الكلام الأول وانتقل إلى بيان مسارعتهم في تكذيب القرآن قبل أن يعوه ويتدبروه ويدركوا حقائقه وأحكامه ومعانيه ؛ أي أنهم كذبوا بالقرآن وهم يجهلون تفسيره ومعانيه .
قوله : { ولما يأتيهم تأويله } معطوف على قوله : { لم يحيطوا بعلمه } أو أن هذه الجملة في محل نصب على الحال ؛ أي كذبوا بالقرآن حال كونهم لم يعرفوا عاقبة تكذيبهم من نزول العذاب بهم . وعلى هذا فمعنى { ولما يأتيهم تأوليه } أي لم يأتيهم بعدما يؤول إليه ذلك الوعيد من الله الذي توعدهم به في هذا القرآن .
قوله : { كذالك كذب الذين من قبلهم } الكاف صفة لمصدر محذوف . تقديره : مثل ذلك التكذيب كذب الذين من قبلهم من الأمم السابقة . لقد كذبوا بوعيد الله لهم على تكذيبهم وجحودهم وتمردهم { فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } أي انظر ما حل بهم من سوء العواقب ؛ إذ أهلك الله بعضهم بالرجفة ، وبعضهم بالخسف ، وبعضهم بالغرق ، وبعضهم بالمسخ ، وبعضهم بالتدمير والإمطار بالحجارة . والمقصود تخويفهم وتحذيرهم من أن يحل بهم من عذاب الدنيا وخزيها ما حل بأولئك السابقين في الكرف والعصيان{[1985]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.