التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞۖ فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ٱلۡجَمِيلَ} (85)

قوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ( 85 ) إن ربك هو الخلاق العليم ( 86 ) } ما خلق الله هذه الخلائق الكاثرة المبثوثة كالسموات والأرض وما فيهن وما بينهن من كائنات وأجرام عجاب ( إلا بالحق ) أي إلا بالعدل وما يقتضيه ذلك من فوائد ومنافع وحكمة . ولم يخلق ذلك بالباطل أو العبث . والله جل جلاله من صفاته العدل ؛ فإنه لم يظلم أحدا البتة وما يقضي في حكمه إلا بالحق والإنصاف وليس بالباطل والجور . وكذلك فإنه خلق السماوات والأرض وما حوته من أشياء بالعدل .

قوله : ( وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) القيامة جائية لا محالة ؛ بل إن القيامة لهي الخبر اليقين المقطوع الذي يدهم الكون بهوله وفظائعه ، وحينئذ ينتقم الله من الظالمين الخاسرين الذين كذبوك يا محمد وأعرضوا عنك إعراضا . وما عليك إلا أن تعرض عنهم بإحسان ، وتعفو عنهم العفو الرفيق الحسن . وقيل : إن ذلك منسوخ بآيات القتال .