الآية : 85 : وقوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } الحق الذي جعل تسميته على أهلها ، والحق الذي لبعض على بعض . والحق هو اسم كل محمود مختار من القول والفعل ، والباطل اسم كل مذموم من القول والفعل . قال بعضهم : تأويله : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا } شهودا لله { بالحق } على أهلها .
وقوله تعالى : { إلا بالحق } أي لم يخلقهما لغير شيء ، ولكن خلقهما للمحنة ؛ يمتحنهم بالعبادة فيها . وإلى هذا ذهب الحسن .
وقيل : خلقهما وما بينهما لأمر كائن أي لعاقبة الثواب أو الجزاء ، لم يخلقهم للفناء خاصة ، ولكن للعاقبة ؛ لأن خلق الشيء خاصة عبث ، وهو ما قال : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ترجعون } ( المؤمنون : 115 ) أخبر أن خلقهم لا للرجوع إليه ولا للعاقبة عبث . وقد [ ذكرنا هذا في ما تقدم ]{[9967]} .
وجائز أن يكون قوله : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية } على الاحتجاج على أولئك لإنكارهم الساعة لوجهين :
أحدهما : ما ذكرنا أنه ، لو لم تكن الساعة ، حصل خلقهما وما بينهما للفناء خاصة [ وخلق الشيء ]{[9968]} للفناء خاصة عبث باطل كبناء البناء للنقض خاصة لا لعاقبة ، تقصد ، عبث .
والثاني : أنه يكون في ذلك التسوية بين الأعداء والأولياء . وفي الحكمة التفريق بينهما ، وقال : { وما / 279 – ب / خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا } الآية ( ص : 27 ) لم يكن ظنهم أنه خلقهما باطلا ، ولكن لما أنكروا البعث صار في ظنهم خلقهما باطلا .
وقوله تعالى : { وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل } أي اعرض عنهم ، ولا تكافئهم بما آذوك بألسنتهم وفعلهم { وإن الساعة لآتية } فأنا {[9969]} كافيهم عنك على أذاهم إياك وصنيعهم يومئذ . الصفح الجميل : هو ما لا نقض فيه ، ولا منة في العرف ؛ أي اصفح الصفح ما توصف فيه بتمام الأخلاق ، وما لا نقض فيه ولا منة .
( ويحتمل الصفح الجميل أن تصفح ) {[9970]} صفحا ، لا منة فيه ، { وإن الساعة لآتية } فتجزى أنت على صفحك الجميل ، وهم على أذاك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.