{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ( 85 ) }
{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ } متلبسة { بِالْحَقِّ } وهو ما فيهما من الفوائد والمصالح ، ولذلك اقتضت الحكمة إهلاك أمثال هؤلاء دفعا لفسادهم وإرشادا لمن بقي إلى الصلاح ، وقيل المراد بالحق مجازاة المحسن بإحسانه والمسيء بإسائته كما في قوله سبحانه : { ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى } . وقيل المراد بالحق الزوال لأنها مخلوقة وكل مخلوق زائل .
{ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ } وعند إتيانها ينتقم الله ممن يستحق العذاب ، ويحسن إلى من يستحق الإحسان ، وفيه وعيد للعصاة والتهديد ، ثم أمر الله سبحانه رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يصفح عن قومه فقال : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } أي تجاوز عنهم واعف عفوا حسنا ، وقيل فأعرض عنهم إعراضا جميلا ولا تعجل عليهم بالانتقام وعاملهم معاملة الصفوح الحليم .
قال علي : الصفح الجميل الرضا بغير عتاب ؛ وعن ابن عباس مثله وعن مجاهد قال : هذه الآية قبل القتال : وعن عكرمة مثله ، يعني هذا منسوخ بآية السيف وفيه بعد ، لأن الله أمر نبيه أن يظهر الخلق الحسن وأن يعاملهم بالعفو والصفح الخالي من الجزع والخوف والأمر بالصفح الجميل لا ينافي قتالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.