التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَقُرۡءَانٗا فَرَقۡنَٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٖ وَنَزَّلۡنَٰهُ تَنزِيلٗا} (106)

قوله : ( وقرآنا فرقناه ) ( قرآنا ) ، منصوب بفعل مقدر ، يفسره ( فرقناه ) {[2760]} و ( فرقناه ) ، بتخفيف الراء ؛ أي فصلناه وبيناه وأوضحناه ، وفرقنا فيه بين الحق والباطل . وقيل : بتشديد الراء ، فيكون المعنى : أنزلنا شيئا بعد شيء وآية بعد آية ، لا جملة واحدة ؛ أي أن الله أنزل القرآن آية آية وسورة سورة . قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة . وقيل أكثر . ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفرقا منجما على الوقائع إلى رسول الله ( ص ) في ثلاث وعشرين سنة .

قوله : ( لتقرأه على الناس على مكث ) أي على مَهَلٍ وترسّل وتؤدة . قوله : ( ونزلناه تنزيلا ) أي أنزلناه مفرقا منجما .


[2760]:- البيان لابن الأنبا ري جـ2 ص 97.