{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ } انتصاب { قرآناً } بفعل مضمر يفسره ما بعده ، قرأ عليّ ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، وقتادة ، وأبو رجاء ، والشعبي ( فرقناه ) بالتشديد ، أي : أنزلناه شيئاً بعد شيء لا جملة واحدة . وقرأ الجمهور { فرقناه } بالتخفيف ، أي : بيناه وأوضحناه ، وفرقنا فيه بين الحق والباطل . وقال الزجاج : فرقه في التنزيل ليفهمه الناس . قال أبو عبيد : التخفيف أعجب إليّ ، لأن تفسيره بيناه ، وليس للتشديد معنى إلاّ أنه نزل متفرقاً . ويؤيده ما رواه ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال : فرقت مخففاً بين الكلام ، وفرقت مشدداً بين الأجسام ، ثم ذكر سبحانه العلة لقوله : فَرَقْنَاهُ ، فقال : { لِتَقْرَأَهُ عَلَى الناس على مكْثٍ } أي : على تطاول في المدّة شيئاً بعد شيء على القراءة الأولى ، أو أنزلناه آية آية ، وسورة سورة . ومعناه على القراءة الثانية { على مكث } أي : على ترسل وتمهل في التلاوة ، فإن ذلك أقرب إلى الفهم وأسهل للحفظ . وقد اتفق القراء على ضم الميم في : { مكث } إلاّ ابن محيصن فإنه قرأ بفتح الميم { ونزلناه تَنْزِيلاً } التأكيد بالمصدر للمبالغة ، والمعنى : أنزلناه منجماً مفرّقاً لما في ذلك من المصلحة ، ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا ولم يطيقوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.