قوله تعالى { وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }
قال الطبري : حدثنا ابن المثنى قال : ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا داود عن عكرمة عن ابن عباس قال : أنزل القرآن من السماء جمله واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة قال : { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا } وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا .
ورجاله ثقات ، وإسناده صحيح . وابن المثنى هو محمد ، وداود هو ابن أبي هند حيث صرح الحاكم فأخرجه من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند به ، وصححه الحاكم والذهبي ( المستدرك2/368 ) ، وصححه أيضا الحافظ ابن حجر ( فتح الباري9/4 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { وقرآن فرقناه } يقول : فصلناه .
وقال الطبري : حدثنا ابن المثنى قال : بدل بن المحبر ، قال : ثنا عباد ، يعني ابن راشد ، عن داود عن الحسن أنه قرأ { وقرآنا فرقناه } خففها : فرق الله بين الحق والباطل .
وسنده حسن ، وابن المثنى هو محمد وداود ابن أبي هند .
وأخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد قوله { على مكث } قال : في ترتيل .
وأخرجه عبد الرزاق بسنده الصحيح عن الثوري عن عبيد المكتب عن مجاهد بلفظ : على تؤده ، ولهذا لما سأل عبيد المكتب مجاهدا عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ، وآخر قرأ البقرة وركوعها وسجودها واحد ، أيهما أفضل ؟ قال : الذي قرأ البقرة ، وقرأ { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث }
أخرجه الطبري بسنده الصحيح عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري به .
قال الشيخ الشنقيطي : قرأ هذا الحرف عامة القراء { فرقناه } بالتخفيف ، أي بيناه وأوضحناه وفصلناه وفرقنا فيه بين الحق والباطل وقرأ بعض الصحابة { فرّقناه } بالتشديد ، أي أنزلناه مفرقا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة ، ومن إطلاق فرق بمعنى بين وفصل ، قوله تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم } الآية ، وقد بين جل وعلا أنه بين هذا القرآن لنبيه ليقرأه على الناس على مكث أي : مهل وتؤدة وتثبت ، وذلك يدل على أن القرآن لا ينبغي أن يقرأ إلا كذلك ، وقد أمر تعالى بما يدل على ذلك في قوله { ورتل القرآن ترتيلا } ويدل لذلك أيضا قوله { وقالوا لولا نزل هذا القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.