الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقُرۡءَانٗا فَرَقۡنَٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٖ وَنَزَّلۡنَٰهُ تَنزِيلٗا} (106)

أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أنه قرأ { وقرآناً فرقناه } مثقلة . قال : نزل القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة ، فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً ، أحدث الله لهم جواباً . ففرقه الله في عشرين سنة .

وأخرج ابن أبي حاتم ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف من طريق الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزل القرآن جملة واحد من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة . فقال المشركون : لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة . فقال الله { كذلك لنثبت به فؤادك } [ الفرقان : 32 ] أي أنزلناه عليك متفرقاً ليكون عندك جواب ما يسألونك عنه ، ولو أنزلناه عليك جملة واحدة ثم سألوك لم يكن عندك جواب ما يسألونك عنه .

وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ، ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق أبي العالية ، عن ابن عباس أنه قرأها مثقلة ، يقول : أنزل آية آية .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن عمر رضي الله عنه قال : تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات ، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمساً خمساً .

وأخرج ابن عساكر من طريق أبي نضرة قال : كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ، ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ { وقرآناً فرقناه } مخففاً ، يعني بيّناه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { وقرآناً فرقناه } قال : فصلناه { على مكث } بأمد { يخرون للأذقان } يقول : للوجوه .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد { على مكث } في ترسل .

وأخرج ابن الضريس عن قتادة في قوله : { وقرآناً فرقناه } الآية . قال : لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ولا شهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين ، وكان بين أوله وآخره عشرون سنة ، أو ما شاء الله من ذلك .

وأخرج ابن الضريس من طريق قتادة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : كان يقال : أنزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين بمكة وعشراً بعد ما هاجر .

وكان قتادة يقول : عشر بمكة وعشر بالمدينة .