ثم قال تعالى : { وقرءنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث } [ 106 ] .
قال ابن عباس : " فرقناه " فصلناه{[42036]} . وقيل : معنى [ فرقناه{[42037]} ] فرقنا به بين الحق والباطل والمؤمن والكافر{[42038]} .
وقرأ{[42039]} : ابن عباس وعكرمة والشعبي وقتادة " فرقناه " بالتشديد على معنى أنزل به آية بعد آية{[42040]} .
قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة . وهو قوله : { وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } [ 105 ]{[42041]} .
ونصب " قرآنا " عند البصريين بإضمار فعل يفسره ما بعده{[42042]} . ونصبه عند غير البصريين{[42043]} على العطف " مبشرا ونذيرا " {[42044]} .
وقرآنا يتأول بمعنى : رحمة{[42045]} . لأن القرآن رحمة . فلا يحسن الوقف على هذا التقدير على نذيرا . ويقف عليه على القول الأول{[42046]} .
و{[42047]}عنى { لتقرأه على الناس على مكث } [ 106 ] على تؤدة ، وترتله{[42048]} وتبينه{[42049]} فلا تعجل{[42050]} في تلاوته فلا يفهم عنك{[42051]} . قال ابن عباس : " على مكث " على تأن{[42052]} . وقال مجاهد على ترسل{[42053]} .
ومعنى { ونزلناه تنزيلا } أي نزلناه شيئا [ بعد{[42054]} ] شيء{[42055]} . وقال الحسن نزل القرآن قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثماني سنين . وبالمدينة عشر سنين{[42056]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.