التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ} (19)

قوله تعالى : { وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ( 19 ) يسبحون الليل والنهار لا يفترون ( 20 ) أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ( 21 ) لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ( 22 ) لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ( 23 ) أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( 24 ) وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ( 25 ) } .

ذلك إخبار من الله عن عبادة الكون له وخشيته منه وتسبيحه بحمده . فما من شيء في الوجود إلا يسبح بحمد الله . وما من كائن أمام جبروت الله وسلطانه إلا هو بالغ الهوان والذلة . فقال سبحانه : ( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ) والمراد بمن عنده : الملائكة المقربون ؛ فهم عباد مكرمون أطهار لا ينثنون عن عبادة ربهم بالذكر والتسبيح والخشوع وكمال الطاعة في كل آناء الزمان من غير كلل ولا كسل ولا عجز كعجز الآدميين . وهو قوله : ( ولا يستحسرون ) أي لا يعيون ولا يتبعون . نقول : حسر البصر حسورا ؛ أي كل وانقطع{[3025]} .


[3025]:- القاموس المحيط ص 479.