غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ} (19)

1

ثم بين كمال قدرته ونهاية حلمه وحكمته فقال { وله من في السماوات والأرض } والمراد بمن عنده الملائكة المقربون والمقصود عندية الشرف والرتبة . فأما عندية المكان ففيها بحث طويل . قال الزجاج : { لا يستحسرون } أي لا يتعبون ولا يمسهم الإعياء . قال جار الله : كان الأبلغ في وصفهم أن ينفي عنهم أدنى الحسور ولكنه ذكر بلفظ المبالغة وهو " استفعل " لبيان أن ما هم فيه يوجب غاية الحسور ، وأنهم أحقاء بتلك العبادات الشاقة بأن يستحسروا ومع ذلك لا يعدُّونها تعباً عليهم .

/خ20