تنبيه : ما إمّا مصدرية أو موصولة أو موصوفة ، ولما حكى الله تعالى كلام الطاعنين في النبوات ، وأجاب عنها بأن أغراضهم من تلك المطاعن التمرد ، وعدم الانقياد بيّن بقوله تعالى : { وله من في السماوات } أي : الأجرام العالية ، وهي ما تحت العرش ، وجمع السماء هنا لاقتضاء تفخيم الملك ذلك ، ولما كانت عقولهم لا تدرك تعدّد الأرض وحدها ، فقال : { والأرض } أي : له ذلك خلقاً وملكاً أنه منزه عن طاعتهم ؛ لأنه هو المالك لجميع المحدثات والمخلوقات ، وعبر بمن تغليباً للعقلاء ، وقوله تعالى : { ومن عنده } أي : وهم الملائكة بإجماع الأمة ، ولأن الله تعالى وصفهم بأنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، وهذا لا يليق بالبشر ، مبتدأ خبره { لا يستكبرون عن عبادته } بنوع كبر طلباً ولا إيجاداً ، وخصهم بالذكر لكرامتهم عليه تنزيلاً لهم منزلة المقرّبين عند الملك .
تنبيه : هذه العندية للشرف والرتبة لا عندية المكان والجهة ، فكأنه تعالى قال : الملائكة مع كمال شرفهم وعلو مراتبهم ، ونهاية جلالتهم لا يستكبرون عن عبادته ، فكيف يليق بالبشر الضعيف التمرد عن طاعته { و } مع ذلك أيضاً { لا يستحسرون } أي : لا يعيون ، وإنما جيء بالاستحسار الذي هو أبلغ من الحسور تنبيهاً على أن عبادتهم من ثقلها ودوامها حقيقة بأن يستحسر منها ولا يستحسرون ، ولا يطلبون أن ينقطعوا عنها ، فأنتج ذلك قوله تعالى : { يسبحون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.