{ وَلَهُ مَن فِي السماوات والأرض } عبيداً وملكاً ، وهو خالقهم ورازقهم ومالكهم ، فكيف يجوز أن يكون له بعض مخلوقاته شريكاً يعبد كما يعبد ، وهذه الجملة مقررة لما قبلها { وَمَنْ عِندَهُ } يعني : الملائكة ، وفيه ردّ على القائلين بأن الملائكة بنات الله ، وفي التعبير عنهم بكونهم { عنده } إشارة إلى تشريفهم وكرامتهم ، وأنهم بمنزلة المقربين عند الملوك ، ثم وصفهم بقوله : { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } أي لا يتعاظمون ولا يأنفون عن عبادة الله سبحانه والتذلل له { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } أي لا يعيون ، مأخوذ من الحسير ، وهو البعير المنقطع بالإعياء والتعب ، يقال : حسر البعير يحسر حسوراً : أعيا وكلّ ، واستحسر وتحسر : مثله وحسرته أنا حسراً ، يتعدى ولا يتعدى . قال أبو زيد : لا يكلون ، وقال ابن الأعرابي : لا يفشلون . قال الزجاج : معنى الآية أن هؤلاء الذين ذكرتم أنهم أولاد الله ، عباد الله لا يأنفون عن عبادته ولا يتعظمون عنها كقوله : { إِنَّ الذين عِندَ رَبّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } [ الأعراف : 206 ] . وقيل : المعنى لا ينقطعون عن عبادته . وهذه المعاني متقاربة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.