قوله تعالى : { وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون } .
يتوفاكم بالليل ، أي ينيمكم فيه . فقد استعار التوفي من الموت للنوم لما بينهما من المشاركة في زوال التمييز والإحساس من الحواس . وأصل التوفي قبض الشيء أو استيفاؤه . توفيت الشيء واستوفيته بمعنى واحد ، أي قبضته أو استوفيته . وتوفي الميت أي استوفي أيام عمره في هذه الدنيا .
قوله : { ويعلم ما جرحتم بالنهار } جرحتم ، أي كسبتم ، من الاجتراح وهو عمل الإنسان بيده أو رجله أو فمه وهذه جوارح الإنسان أي أعضاؤه التي يكتسب بها . ويقال لمن يكتسب عملا بواحد من جوارحه إنه جارح أو مجترح أي مكتسب{[1186]} والمعنى أن الله يعلم ما كسبتم من الأعمال في النهار سواء فيها الذنوب وغيرها من الأعمال . وفي ذلك من التهديد ما لا يخفى .
قوله : { ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل المسمى } أي يوقظكم في النهار ليتم لكل فرد أجله المسمى وهو بقاؤه في هذه الدنيا . والمقصود أن إمهال الله للكافرين ليس لغفلة منه عن كفرهم ولكنه قضى أن يكون لكل إنسان أجله المسمى من الرزق والحياة حتى إذا تم ذلك رجع إلى الله ليلقى عنده الجزاء . ولذلك قال : { ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون } {[1187]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.