القرآن الكريم - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - تفسير سورة القصص

{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ} (17)

ثم قال عليه السلام لربه معاهداً { رب } بنعمتك علي وبسبب إحسانك وغفرانك فأنا ملتزم ألا أكون معيناً { للمجرمين } هذا أحسن ما تؤول .

وقال الطبري إنه قسم أقسم بنعمة الله تعالى عنده ويضعفه صورة جواب القسم فإنه غير متمكن في قوله { فلن أكون } ، والقسم لا يتلقى ب «لن » ، والفاء تمنع أن تنزل «لن » منزلة «لا » أو «ما » فتأمله واحتج الطبري بأن في قراءة عبد الله «فلا تجعلني ظهيراً » .

قال الفقيه الإمام القاضي : واحتج أهل العلم والفضل بهذه الآية في [ منع ]{[9126]} خدمة أهل الجور ومعونتهم في شيء من أمرهم ورأوا أنها تتناول ذلك ، نص عليه عطاء بن أبي رباح وغيره .

[9126]:هذه الكلمة سقطت من الأصل، والمعنى بدونها قد يفهم بما يمكن أن يكون ضدا للمقصود، والتصويب عن القرطبي والبحر المحيط، فقد نقل القرطبي نص كلام عطاء بن أبي رباح وهو: "لا يحل لأحد أن يعين ظالما، ولا يكتب له، ولا يصحبه، وأنه إن فعل شيئا من ذلك فقد صار معينا للظالمين"، وفي الحديث:" ينادي مناد يوم القيامة: أين الظلمة وأشباه الظلمة وأعوان الظلمة، حتى من لاق لهم دواة، أو برى لهم قلما، فيجمعون في تابوت من حديد فيرمى به في جهنم). ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مشى مع مظلوم ليعينه على مظلمته ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة، يوم تزل فيه الأقدام، ومن مشى مع ظالم ليعينه على ظلمه أزل الله قدميه على الصراط يوم تدحض فيه الأقدام)، وفي الحديث: (من مشى مع ظالم فقد أجرم).

الآية السابقة الآية التالية