محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ} (17)

{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ } يجوز أن يكون قسما جوابه محذوف . أي أقسم بإنعامك علي بالمغفرة ، لأتوبن ولا أظاهر المجرمين . وأن يكون استعطافا كأنه قال : رب ! اعصمني بحق ما أنعمت علي من المغفرة . فلن أكون ، إن عصمتني ، ظهيرا للمجرمين . وأراد بمظاهرتهم ، إما صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثير سواده ، وإما مظاهرة من أدت مظاهرته إلى الجرم والإثم ، كمظاهرة الإسرائيلي المؤدية إلى القتل الذي لم يحل له . قاله الزمخشري .

قال الناصر : لقد تبرأ صلى الله عليه وسلم من عظيم لأن ظهير المجرمين شريكهم في ما هم بصدده ويروى أنه يقال يوم القيامة : ( أين الظلمة وأعوان الظلمة ؟ فيؤتى بهم حتى بمن لاق لهم ليقة ، أو بري لهم قلما ، فيجعلون في تابوت من حديد ويلقى بهم في النار ) .