الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ} (17)

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { فلن أكون ظهيراً للمجرمين } قال : معيناً للمجرمين .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فلن أكون ظهيراً للمجرمين } قال : إن أعين بعدها ظالماً على فجره .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد الله بن الوليد الرصافي رضي الله عنه ؛ أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتب ليس يلي من أمور السلطان شيئاً ، إلا أنه يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج ، فإن ترك قلمه صار عليه دين واحتجاج ، وإن أخذ به كان له فيه غنى قال : يكتب لمن ؟ قال : لخالد بن عبد الله القسري قال : ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح { رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين } ؟ فلا يهتم بشيء وليرم بقلمه فإن الله سيأتيه برزق .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حنظلة جابر بن حنظلة الكاتب الضبي قال : قال رجل لعامر : يا أبا عمرو أني رجل كاتب ، أكتب ما يدخل وما يخرج ، آخذ ورقاً استغني به أنا وعيالي قال : فلعلك تكتب في دم يسفك ؟ قال : لا . قال : فلعلك تكتب في مال يؤخذ ؟ قال : لا . قال : فلعلك تكتب في دار تهدم ؟ قال : لا . قال : أسمعت بما قال موسى عليه الصلاة والسلام { رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين } قال : رضي الله عنه قال : صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله عنهما العصر ، فسمعته يقول في ركوعه { رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سلمة بن نبيط رضي الله عنه قال : بعث عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك فقال : اذهب بعطاء أهل بخارى فأعطهم فقال : اعفني فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه فقال له بعض أصحابه : ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيئاً ؟ فقال : لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم .