الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ} (17)

قوله : { بِمَآ أَنْعَمْتَ } : يجوزُ في الباءِ أن تكونَ قَسَماً ، والجوابُ : لأَتُوْبَنَّ مقدراً . ويُفَسِّره " فَلَنْ أكونَ " ، وأَنْ تكونَ متعلقةً بمحذوفٍ ، ومعناها السببيَّةُ . أي : اعْصِمْني بسببِ ما أَنْعَمْتَ به عليَّ ، ويترتَّبُ عليه قولُه : " فلن أكونَ ظَهيراً " . و " ما " مصدريةٌ ، أو بمعنى الذي . والعائدُ محذوفٌ . وقوله : " فلن " نفيٌ على حقيقتِه . وزعمَ بعضُهم أنه دعاءٌ ، وأنَّ " لن " واقعةٌ موقعَ " لا " . وأجاز قومٌ ذلك مُسْتَدِلِّينَ بهذه الآية ، وبقولِ الشاعر :

لَنْ تَزالُوا كذلِكُمْ ثُمَّ لا زِلْ *** تَ لهمْ خالِداً خُلُوْدَ الجبالِ

وليس فيهما دلالةٌ لظهورِ النفيِ فيهما مِنْ غيرِ تقديرِ دعاءٍ ، وإنْ كان في البيت أقوى .