الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ} (17)

{ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ } بالمغفرة فلم تعاقبني { فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً } عوناً ونصيراً { لِّلْمُجْرِمِينَ } قال ابن عباس : لم يستثن فابتلي ، قال قتادة : يعني فلن أعين بعدها على خطيئة ، أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن خالد ، قال : حدّثنا داود بن سليمان ، قال : أخبرنا عبد بن حميد ، قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى ، عن سلمة بن نبيط قال : بعث بعض الأمراء وهو عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك بعطاء أهل بخارى ، وقال : أعطهم ، فقال : اعفني ، فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه ، فقال له بعض أصحابه : وأنت لا ( ترزأ ) شيئاً ، فقال : لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم .

وبه عن عبد الله قال : حدّثنا يعلى ، قال حدّثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي قال : قلت لعطاء بن أبي رباح : إنّ لي أخاً يأخذ بقلمه ، وإنّما يكتب ما يدخل وما يخرج ، قال : إن أخذ بقلمه كان ذلك غنىً وإن تركه احتاج ، وصار عليه دَين وله عيال ، فقال : من الرأس ؟ قلت : خالد بن عبد الله ، قال : أما تقرأ ما قال العبد الصالح : ( رب بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين ) ، فلا يعينهم فإن الله تعالى سيغنيه .