ثم لما أجاب الله سؤاله ، وغفر له ما طلب منه مغفرته { قال رَبّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ } هذه الباء يجوز أن تكون باء القسم والجواب مقدر : أي أقسم بإنعامك عليّ لأتوبنّ ، وتكون جملة { فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لّلْمُجْرِمِينَ } كالتفسير للجواب وكأنه أقسم بما أنعم الله عليه أن لا يظاهر مجرماً . ويجوز أن تكون هذه الباء هي باء السببية متعلقة بمحذوف : أي اعصمني بسبب ما أنعمت به عليّ ، ويكون قوله : { فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً } مترتباً عليه ، ويكون في ذلك استعطاف لله تعالى ، وتوصل إلى إنعامه بإنعامه ، و " ما " في قوله : { بِمَا أَنْعَمْتَ } إما موصولة ، أو مصدرية ، والمراد بما أنعم به عليه : هو ما آتاه من الحكم والعلم أو بالمغفرة أو بالجميع ، وأراد بمظاهرة المجرمين : إما صحبة فرعون والانتظام في جملته في ظاهر الأمر ، أو مظاهرته على ما فيه إثم .
قال الكسائي ، والفراء : ليس قوله : { فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لّلْمُجْرِمِينَ } خبراً بل هو دعاء : أي فلا تجعلني يا ربّ ظهيراً لهم . قال الكسائي ، وفي قراءة عبد الله : " فلا تجعلني يا ربّ ظهيراً للمجرمين " وقال الفراء : المعنى اللهم فلن أكون ظهيراً للمجرمين . وقال النحاس : إن جعله من باب الخبر أوفى وأشبه بنسق الكلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.