{ كذبت قبلهم } أي : قبل قريش { قوم نوح } أي كذبوا نبيهم وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ فكذبوا عبدنا } تفصيل بعد إجمال ، وتفسير لما قبله من التكذيب المبهم ، وفيه مزيد تقرير وتأكيد أي فكذبوا نوحا والفاء على هذا تفصيلية فإن التفصيل يكون عقب الإجمال ، وقيل معناه كذبوه تكذيبا بعد تكذيب كلما مضى منهم قرن مكذب ، تبعه قرن مكذب والفاء حينئذ للتعقيب ، والمكذب الثاني غير الأول ، وإن اتحد المكذب أو كذبوه بعدما كذبوا جميع الرسل والفاء على هذا للتسبب ، وإنما لم يرتض القاضي هذين الوجهين ، وإن جرى في الكشاف عليهما ، لأن الظاهر هو الاتحاد في كليهما .
ثم بين سبحانه أنهم لم يقتصروا على مجرد التكذيب فقال : { وقالوا مجنون } أي نسبوا نوحا إلى الجنون { وازدجر } معطوف على قالوا ، أي وزجر عن دعوى النبوة ، وعن تبليغ ما أرسل به بأنواع الزجر ، وقيل : إنه معطوف على مجنون ، أي : وقالوا : إنه ازدجرته الجن وتخبطته ، وذهبت بلبه ، والأول أولى ، قال مجاهد : هو من كلام الله سبحانه أخبر عنه بأنه انتهر وزجر بالسب ، وأنواع الأذى ، قال الرازي : وهذا أصح لأن المقصود تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم بذكر من تقدمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.