معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَلَا تَكُن فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآئِهِۦۖ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (23)

قوله تعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه } يعني : فلا تكن في شك من لقاء موسى ليلة المعراج ، قاله ابن عباس وغيره .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا محمد بن بشار ، أنبأنا غندر ، عن قتادة رحمهما الله قال : وقال لي خليفة ، أنبأنا يزيد بن زريع ، أنبأنا سعيد عن قتادة ، عن أبي العالية قال : أنبأنا ابن عم نبيكم يعني : ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ليلة أسري بي موسى رجلاً آدم طوالاً جعداً كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى رجلاً مربوعاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس ، ورأيت مالكاً خازن النار ، والدجال في آيات أراهن الله إياه فلا تكن في مرية من لقائه " .

أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن ، أنبأنا عبد الله المحاملي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار ، أنبأنا محمد بن يونس ، أنبأنا عمر بن حبيب القاضي ، أنبأنا سليمان التيمي ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما أسري بي إلى السماء رأيت موسى يصلي في قبره " . وروينا في المعراج أنه رآه في السماء السادسة ومراجعته في أمر الصلاة . قال السدي : فلا تكن في مرية من لقائه ، أي : من تلقى موسى كتاب الله بالرضا والقبول .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَلَا تَكُن فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآئِهِۦۖ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (23)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 23 ) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ( 24 ) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

أخبر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أنه أتى نبيه وكليمه موسى عليه السلام { الْكِتَابَ } وهو التوراة ، ليكون ذلك هداية لبني إسرائيل . ثم قال سبحانه مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : { فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ } نهاه عن الشك في لقاء موسى التوراة ، أو من لقائك موسى ليلة المعراج ؛ فقد روي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلْق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ، ورأيت مالكا خازن النار والدجال " وهي آيات من آيات الله أراهن الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : المراد لقاؤه يوم القيامة .

قوله : { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ } الهاء في { وَجَعَلْنَاهُ } راجع إلى { الكتاب } وهي التوراة ، فقد أنزلها الله على كليمه موسى هداية لقومه بني إسرائيل . وذلك بما تضمنته من آيات وبصائر لاستنقاذهم من الضلال والتخبط إلى نور الهداية والاستقامة .