معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

قوله تعالى :{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } يعني كفار مكة ، يقول : إنهم سنوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما : شرعوا لهم ديناً غير دين الإسلام . { ولولا كلمة الفصل } لولا أن الله حكم في كلمة الفصل بين الخلق بتأخير العذاب عنهم إلى يوم القيامة ، حيث قال : { بل الساعة موعدهم } ( القمر-46 ) ، { لقضي بينهم } لفرغ من عذاب الذين يكذبونك في الدنيا ، { وإن الظالمين } المشركين ، { لهم عذاب أليم } في الآخرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

قوله تعالى : " أم لهم شركاء " والميم صلة والهمزة للتقريع . وهذا متصل بقوله : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا " [ الشورى : 13 ] ، وقوله تعالى : " الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان " [ الشورى : 17 ] كانوا لا يؤمنون به ، فهل لهم آلهة شرعوا لهم الشرك الذي لم يأذن به الله ! وإذا استحال هذا فالله لم يشرع الشرك ، فمن أين يدينون به . " ولولا كلمة الفصل " القيامة حيث قال : " بل الساعة موعدهم " [ القمر : 46 ] . " لقضي بينهم " في الدنيا ، فعاجل الظالم بالعقوبة وأثاب الطائع . " وإن الظالمين " أي المشركين . " لهم عذاب أليم " في الدنيا القتل والأسر والقهر ، وفي الآخرة عذاب النار . وقرأ ابن هرمز " وأن " بفتح الهمزة على العطف " ولولا كلمة " والفصل بين المعطوف عليه بجواب " لولا " جائز . ويجوز أن يكون موضع " أن " رفعا على تقدير : وجب أن الظالمين لهم عذاب أليم ، فيكون منقطعا مما قبله كقراءة الكسر ، فاعلمه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

قوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } همزة { أَمْ } للاستفهام والتقرير والتقريع . والمراد بشركائهم هنا آلهتهم المزعومة . وقيل : الشياطين الذين زينوا لهم الشرك وإنكار القيامة ، والعمل للدنيا ، وقيل : شركاؤهم ، يعني أوثانهم .

والمعنى : أم لهؤلاء المشركين بالله شركاءُ مضلون ابتدعوا لهم من الدين ما لم يُبح اللهُ لهم ابتداعه . إن هؤلاء المشركين المكذبين لا يتبعون ما شرع الله من الدين الحق بل إنهم يتبعون ما شرعه لهم شركاؤهم من الشياطين على اختلافهم سواء كانوا من الجن أو الإنس .

قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي لولا قضاء الله السابق بتأجيل العقاب ، أو لولا وعد الله بأن الفصل بين العباد يكون يوم القيامة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي لعجل العقوبة للظالمين في الدنيا { وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أعد الله للمشركين المكذبين عذابا أليما يصلونه يوم القيامة .