فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُواْ لَهُمْ مّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله } لما بين سبحانه القانون في أمر الدنيا ، والآخرة أردفه ببيان ما هو الذنب العظيم الموجب للنار ، والهمزة لاستفهام التقرير والتقريع ، وضمير { شرعوا } عائد إلى الشركاء ، وضمير { لهم } إلى الكفار . وقيل : العكس ، والأوّل أولى . ومعنى { مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله } ما لم يأذن به من الشرك والمعاصي { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الفصل } وهي تأخير عذابهم حيث قال : { بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ } [ القمر : 46 ] { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } في الدنيا ، فعوجلوا بالعقوبة ، والضمير في { بينهم } راجع إلى المؤمنين والمشركين ، أو إلى المشركين وشركائهم { وَإِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي المشركين والمكذبين لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة . قرأ الجمهور { وإن الظالمين } بكسر الهمزة على الاستئناف . وقرأ مسلم والأعرج وابن هرمز بفتحها عطفاً على { كلمة الفصل } .

/خ28