جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (21)

{ أم لهم شركاء {[4446]} } : بل ألهم آلهة وهم الشياطين ، والهمزة للتحقيق والتثبيت { شرعوا } : أظهروا { لهم من الدين } غير دين الإسلام { ما لم يأذن به{[4447]} الله } وهذا إضراب عن قوله :{ شرع لكم من الدين } ( الشورى :13 ) إلخ { ولولا كلمة الفصل } : القضاء السابق بتأجيل العذاب إلى القيامة { لقضي بينهم } بين المؤمنين والكافرين في الدنيا { إن الظالمين لهم عذاب أليم }


[4446]:والآية بعمومها تشمل كل شيء لم يأمر به الله سبحانه وتعالى أو رسوله، فيدخل فيه التقليد لأنه مما لم يأذن به الله، بل ذمة في كتابه في غير موضع ولم يأذن به رسوله، ولا إمام من أئمة الدين ولا أحد من سلف الأمة وسادتها وقادتها، بل نهى عنه المجتهدون الأربعة، ومن كان بعدهم من أهل الحق بترك الإيمان وأتباع سنته المطهرة، وإنما أحدثه من أحدث من الجهال والعوام بعد القرون المشهود لها بالخير، فرحم الله امرءا سمع الحق فاتبعه وسمع الباطل فتركه وأدمغه، وبالله التوفيق /12 فتح.
[4447]:اعلم أن الله تعالى لما بين القانون الأعظم والقسطاس الأقوم في أعمال الآخرة والدنيا، أردفه بالتنبيه على ما هو الأصل في باب الضلالة والشقاوة فقال:{أم لهم شركاء} الآية/12 كبير.