{ والسماء والطارق } قال الكلبي : نزلت في أبي طالب ، وذلك أنه " أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأتحفه بخبز ولبن ، فبينما هو جالس يأكل إذ انحط نجم فامتلأ ماءً ثم ناراً ، ففزع أبو طالب وقال : أي شيء هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا نجم رمي به ، وهو آية من آيات الله عز وجل فعجب أبو طالب فأنزل الله عز وجل : { والسماء والطارق } وهذا قسم ، والطارق النجم يظهر بالليل ، وما أتاك ليلاً فهو طارق . { وما أدراك ما الطارق }
سورة الطارق مكية وآيتها سبع عشرة
جاء في مقدمة هذا الجزء أن سوره تمثل طرقات متوالية على الحس . طرقات عنيفة قوية عالية ، وصيحات بنوم غارقين في النوم . . . تتوالى على حسهم تلك الطرقات والصيحات بإيقاع واحد ، ونذير واحد . " اصحوا . تيقظوا . انظروا . تلفتوا . تفكروا . تدبروا . إن هنالك إلها . وإن هنالك تدبيرا . وإن هنالك تقديرا . وإن هنالك ابتلاء . وإن هنالك تبعة . وإن هنالك حسابا وجزاء . وإن هنالك عذابا شديدا ونعيما كبيرا . . "
وهذه السورة نموذج واضح لهذه الخصائص . ففي إيقاعاتها حدة يشارك فيها نوع المشاهد ، ونوع الإيقاع الموسيقي ، وجرس الألفاظ ، وإيحاء المعاني .
ومن مشاهدها : الطارق . والثاقب . والدافق . والرجع . والصدع .
ومن معانيها : الرقابة على كل نفس : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) . . ونفي القوة والناصر : ( يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر ) . . والجد الصارم : ( إنه لقول فصل وما هو بالهزل ) . .
والوعيد فيها يحمل الطابع ذاته : ( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا . فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ! ) !
وتكاد تتضمن تلك الموضوعات التي أشير إليها في مقدمة الجزء : " إن هنالك إلها . وإن هنالك تدبيرا . وإن هنالك تقديرا . وإن هنالك ابتلاء . وإن هنالك تبعة . وإن هنالك حسابا وجزاء . . . الخ " .
وبين المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق مطلق دقيق ملحوظ يتضح من استعراض السورة في سياقها القرآني الجميل . .
( والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق ? النجم الثاقب . إن كل نفس لما عليها حافظ ) . .
قال عبد الله ابن الإمام أحمد : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن محمد - قال : عبد الله وسمعته أنا منه - حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، عن عبد الرحمن ابن خالد بن أبي جَبل{[1]} العُدْواني ، عن أبيه : أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُشرّق ثَقيف وهو قائم على قوس - أو : عصا - حين أتاهم يبتغي عندهم النصر ، فسمعته يقول : " وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ " حتى ختمها - قال : فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك ، ثم قرأتها في الإسلام - قال : فدعتني ثقيف فقالوا : ماذا سمعت{[2]} من هذا الرجل ؟ فقرأتها عليهم ، فقال من معهم من قريش : نحن أعلم بصاحبنا ، لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه{[3]} .
وقال النسائي : حدثنا عمرو بن منصور ، حدثنا أبو نعيم ، عن مسْعَر ، عن محارب بن دِثَار ، عن جابر قال : صلى معاذ المغرب ، فقرأ البقرة والنساء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفتان يا معاذ ؟ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق ، والشمس وضحاها ، ونحو هذا ؟ " {[4]} .
يقسم{[29949]} تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ؛ ولهذا قال : { وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ } ثم قال { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ } ثم فسره بقوله : { النَّجْمُ الثَّاقِبُ }
قال قتادة وغيره : إنما سمي النجم طارقا ؛ لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار . ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح : نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا{[29950]} أي : يأتيهم فجأة بالليل . وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء : " إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " {[29951]} .
وقوله : { الثَّاقِبُ } قال ابن عباس : المضيء . وقال السدي : يثقب الشياطين إذا أرسل عليها . وقال عكرمة : هو مضيء ومحرق للشيطان .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَالسّمَآءِ وَالطّارِقِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطّارِقُ * النّجْمُ الثّاقِبُ * إِن كُلّ نَفْسٍ لّمّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ * إِنّهُ عَلَىَ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَىَ السّرَآئِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } .
أقسم ربنا بالسماء وبالطارق الذي يطرق ليلاً من النجوم المضيئة ، ويخفى نهارا ، وكلّ ما جاء ليلاً فقد طرق . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس والسّماءِ والطّارِقِ قال : السماء وما يطرق فيها .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة والسّماءِ والطّارِق وَما أدْرَاك ما الطّارِقُ قال : طارق يطرق بليل ، ويخفى بالنهار .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : والطّارِقِ قال : ظهور النجوم ، يقول : يطرقك ليلاً .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : الطّارِق النجم .
أقسم الله تعالى ب { السماء } المعروفة في قول جمهور المتأولين ، وقال قوم : { السماء } هنا ، المطر ، والعرب تسمية سماء ، لما كان من السماء ، وتسمي السحاب سماء ، ومن ذلك قول الشاعر [ جرير ] : [ الوافر ]
إذا نزل السماء بأرض قوم . . . رعيناه وإن كانوا غضابا{[11731]}
كالأقحوان غداة غب سمائه{[11732]} . . . { والطارق } الذي يأتي ليلاً ، وهو اسم جنس لكل ما يظهر ويأتي ليلاً ، ومنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من أسفارهم أن يأتي الرجل أهله طروقاً{[11733]} ، ومنه طروق الخيال ، وقال الشاعر : [ البسيط ]
يا نائم الليل مغتراً بأوله . . . إن الحوادث قد تطرقن أسحاراً{[11734]}
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
مكية لا خلاف بين المفسرين في ذلك...
البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :
هذه السورة مكية، ولما ذكر فيما قبلها تكذيب الكفار للقرآن، نبه هنا على حقارة الإنسان، ثم استطرد منه إلى أن هذا القرآن قول فصل جد، لا هزل فيه ولا باطل يأتيه. ثم أمر نبيه بإمهال هؤلاء الكفرة المكذبين.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
قال النسائي: حدثنا عمرو بن منصور، حدثنا أبو نعيم، عن مسْعَر، عن محارب بن دِثَار، عن جابر قال: صلى معاذ المغرب، فقرأ البقرة والنساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفَتَّان يا معاذ؟ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق، والشمس وضحاها، ونحو هذا؟"...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
بيان مجد القرآن في صدقه في الإخبار بتنعيم أهل الإيمان، وتعذيب أهل الكفران، في يوم القيامة حين تبلى السرائر وتكشف المخبآت [الضمائر-] عن مثقال الذر وما دون المثقال، مما دونته الحفظة الكرام في صحائف الأعمال، بعد استيفاء الآجال، كما قدر في أزل الآزال، من غير استعجال، ولا تأخير عن الوقت المضروب ولا إهمال، واسمها الطارق أدل ما فيها على هذا الموعود الصادق بتأمل القسم والمقسم عليه حسب ما اتسق الكلام إليه...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
جاء في مقدمة هذا الجزء أن سوره تمثل طرقات متوالية على الحس. طرقات عنيفة قوية عالية، وصيحات بنوم غارقين في النوم... تتوالى على حسهم تلك الطرقات والصيحات بإيقاع واحد، ونذير واحد. "اصحوا. تيقظوا. انظروا. تلفتوا. تفكروا. تدبروا. إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا. وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا وجزاء. وإن هنالك عذابا شديدا ونعيما كبيرا.. "
وهذه السورة نموذج واضح لهذه الخصائص. ففي إيقاعاتها حدة يشارك فيها نوع المشاهد، ونوع الإيقاع الموسيقي، وجرس الألفاظ، وإيحاء المعاني.
ومن مشاهدها: الطارق. والثاقب. والدافق. والرجع. والصدع.
ومن معانيها: الرقابة على كل نفس: (إن كل نفس لما عليها حافظ).. ونفي القوة والناصر: (يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر).. والجد الصارم: (إنه لقول فصل وما هو بالهزل)..
والوعيد فيها يحمل الطابع ذاته: (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا. فمهل الكافرين أمهلهم رويدا!)!
وتكاد تتضمن تلك الموضوعات التي أشير إليها في مقدمة الجزء: " إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا. وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا وجزاء... الخ".
وبين المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق مطلق دقيق ملحوظ يتضح من استعراض السورة في سياقها القرآني الجميل..
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
روى أحمد بن حنبل عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج والطارق اه. فسماها أبو هريرة: السماء والطارق لأن الأظهر أن الواو من قوله والسماء والطارق واو العطف، ولذلك لم يذكر لفظ الآية الأولى منها بل أخذ لها اسما من لفظ الآية كما قال في {السماء ذات البروج}. وسميت في كتب التفسير وكتب السنة وفي المصاحف {سورة الطارق} لوقوع هذا اللفظ في أولها. وفي تفسير الطبري وأحكام ابن العربي ترجمت والسماء والطارق...
أغراضها: إثبات إحصاء الأعمال والجزاء على الأعمال. وإثبات إمكان البعث بنقض ما أحاله المشركون ببيان إمكان إعادة الأجسام. وأدمج في ذلك التذكير بدقيق صنع الله وحكمته في خلق الإنسان. والتنويه بشأن القرآن. وصدق ما ذكر فيه من البعث لأن إخبار القرآن به لما استبعدوه وموهوا على الناس بأن ما فيه غير صدق. وتهديد المشركين الذين ناووا المسلمين. وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم ووعده بأن الله منتصر له غير بعيد...
التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :
في السورة توكيد للبعث وتدليل عليه بقدرة الله على خلق الإنسان للمرة الأولى. وإنذار للسامعين بأن أعمالهم محصاة عليهم. ووعيد للكفار وتطمين للنبي عليه السلام، وأسلوبها عام مطلق...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
وهذه سورة مكية تبدأ بالقسم بالسماء وبالنجم الثاقب الذي عبّرت عنه بالطارق،...
ثم تؤكد الحقيقة التي جاء القسم لتقريرها وإثباتها وهي الرقابة على كل نفسٍ من خلال الحافظ الذي يحفظ عليها أعمالها، ثم تلتفت إلى سرّ الخلق الإنساني لتطلب من الإنسان النظر إلى طبيعة الماء الدافق الذي {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ}، فهو المادّة الأولى التي خلق منها، ليفكر في طبيعتها، وفي الأسرار المودعة فيها، ليعرف أسرار العظمة الإلهية التي أبدعت من هذا الماء إنساناً، من دون أن يكون فيه شيءٌ يوحي بذلك، لينتقل من هذه الحقيقة إلى حقيقةٍ إيمانية مفادها أن الله قادرٌ على إرجاعه إلى الحياة بعد الموت، حيث يقف هناك بإنسانيته التي لا تملك الحفاظ على أسرارها، لأن السرائر سوف تتمزق ولا يبقى هناك ما يسترها، كما لا يملك الإنسان أيّة قوّةٍ ذاتيةٍ يدافع بها عن نفسه، كما لا يملك أيّ ناصر ينصرها من عذاب الله، فليعرف كيف يوثق علاقته بربه ليحمي نفسه بذلك من عذابه. وتعود السورة إلى القَسَم بالسماء ذات الرّجع، وهو المطر الذي ترجع به السماء مرّةً من بعد مرّة، وبالأرض ذات الصدع، وهو النبت الذي يشقّ الأرض وينبثق منها، لتؤكد بالقسم، القول الفصل الحاسم الذي لا يوحي بالهزل. فليفهم الكافرون الذين يكيدون للمؤمنين ويكيد الله لهم، وليأخذوا مهلتهم، فلن يفوتهم عذاب الله...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
محتوى السّورة تدور مواضيع السّورة حول محورين:
محور القرآن الكريم وأهميته القيمة تبتدئ السّورة بجملة أقسام تبعث على التأمل والتفكير، ثمّ تشير إلى المراقبين الإلهيين على الإنسان. وتنتقل السّورة لإثبات إمكانية المعاد من خلال الإشارة إلى كيفية خلق الإنسان من نطفة. فالقادر على خلق الإنسان من نطفة نتنة لقادر على إعادة حياته بعد موته. وتعرض لنا السّورة بعد ذلك معالم المرحلة التالية من خلال تبيان بعض ملامح يوم القيامة، ثمّ تذكر جملة أقسام أخرى للتأكيد على أهمية القرآن، ومن ثمّ نختم بإنذار الكفار بالعذاب الإلهي...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
أقسم ربنا بالسماء وبالطارق الذي يطرق ليلاً من النجوم المضيئة، ويخفى نهارا، وكلّ ما جاء ليلاً فقد طرق...
عن ابن عباس والسّماءِ والطّارِقِ قال: السماء وما يطرق فيها...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
إن الله، جل وعلا، عظم قدر السماء في أعين الخلق لما جعلها معدن رزقهم ومسكن أولي القدر من خلقه، وهم الملائكة، وفيها خلق الجنة، وخلقها بغير عمد ترى، فأقسم بها لما عظم من شأنها...
اعلم أنه تعالى أكثر في كتابه ذكر السماء والشمس والقمر، لأن أحوالها في أشكالها وسيرها ومطالعها ومغاربها عجيبة، وأما الطارق فهو كل ما أتاك ليلا سواء كان كوكبا أو غيره، فلا يكون الطارق نهارا...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{والسماء} أي ذات الأنجم الموضوعة لحفظها من المردة لأجل حفظ القرآن- المجيد الحافظ لطريق الحق... ولما أقسم بالسماء لما لها من الشرف والمجد تنبيهاً على ما فيها من بدائع الصنع الدالة على القدرة الباهرة. أقسم بأعجب ما فيها وهو جنس النجوم، ثم بأغربه وهو المعد للحراسة تنبيهاً على ما في ذلك من غرائب القدرة، فقال: {والطارق} أي جنس الكواكب الذي يبدو ليلاً ويخفى نهاراً، ويطرق مسترقي السمع فيبدد شملهم ويهلك من أراد الله منهم لأجل هداية- الناس بالقرآن في الطرق المعنوية وظهوره وإشراقه في السماء لهدايتهم في الطرق الحسية وهو في الأصل لسالك الطريق، واختص عرفاً بالآتي ليلاً لأنه يجد الأبواب مغلقة فيحتاج إلى طرقها، ثم استعمل للبادي فيه كالنجم...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
افتتاح السورة بالقسم تحقيق لما يقسم عليه وتشويق إليه كما تقدم في سوابقها. ووقع القسم بمخلوقَين عظيمين فيهما دلالة على عظيم قدرة خالقهما هما: السماء، والنجوم، أو نجم منها عظيم منها معروف، أو ما يبدو انقضاضه من الشهب كما سيأتي. و {الطارق}: وصف مشتق من الطروق، وهو المجيء ليلاً لأن عادة العرب أن النازل بالحي ليلاً يطرق شيئاً من حجر أو وتد إشعاراً لرب البيت أن نزيلاً نزل به لأن نزوله يقضي بأن يضيفوه، فأطلق الطروق على النزول ليلاً مجازاً مرسلاً فغلب الطروق على القدوم ليلاً...