اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي سبع عشرة آية ، واثنتان وسبعون كلمة ، ومائتان وإحدى وسبعون حرفا .

قوله تعالى : { والسمآء والطارق } ، «السَّماءِ » : قسم ، و «الطَّارقِ » : قسم ، والطَّارقُ : هو النَّجم الثاقب ، كما بينهُ الله تعالى بقوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق النجم الثاقب } .

والطارق في الأصل : اسم فاعل من : طرق يطرق طروقاً : أي : جاء ليلاً ؛ قال امرؤ القيس : [ الطويل ]

5160- فَمِثْلكِ حُبْلَى قَدْ طَرقتُ ومُرضعٍ *** فألْهَيْتُهَا عَنِ ذِي تَمائِمَ مُحْولِ{[59798]}

وأصله من الضرب ، والطَّارقُ بالحصى : الضارب به ؛ قال : [ الطويل ]

5161- لعَمْرُكَ ، ما تَدْرِي الطَّوارِقُ بالحَصَى*** ولا زَاجِراتُ الطَّيْرِ ما اللهُ صَانِعُ{[59799]}

ثم اتُّسعَ فقيل لكل من أتى ليلاً : طارق ، سواء كان كوكباً ، أو غيره ، ولا يكون الطارقُ نهاراً .

وروي أنه صلى الله عليه وسلم : نهى أن يأتي الرجل أهله طروقاً{[59800]} .


[59798]:ويروى عن ذي تمام مغيل مكان عن ذي تمائم محول. ينظر ديوانه ص 12، والأزهية ص 244، والجنى الداني ص 75، وجواهر الأدب ص 63، وخزانة الأدب 1/334، والدرر 4/193، وشرح أبيات سيبويه 1/450، وشرح شذور الذهب ص 416، وشرح شواهد المغني 1/402، 293، والكتاب 2/163، واللسان (رضع)، (غيل)، والمقاصد النحوية 3/336، وأوضح المسالك 3/73، ورصف المباني ص 387، وشرح الأشموني 2/299، ومغني اللبيب 1/136، 161، وهمع الهوامع 2/36.
[59799]:البيت للبيد بن ربيعة ينظر ديوانه 90، وسمط اللآلىء 1/388، واللسان (طرق)، والدر المصون 6/506.
[59800]:أخرجه البخاري (9/339)، كتاب النكاح، باب: لا يطرق أهله ليلا رقم (5244)، ومسلم (3/1528)، كتاب الإمارة، باب: كراهة الطروق حديث (183/715)، من حديث جابر.