معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

{ هل في ذلك } أي فيما ذكرت ، { قسم } يعني : مقنع ومكتفى في القسم ، { لذي حجر } لذي عقل ، سمي بذلك لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل ولا ينبغي ، كما يسمى عقلاً لأنه يعقله عن القبائح ، ونهى لأنه ينهى عما لا ينبغي ، وأصل الحجر : المنع . وجواب القسم قوله : { إن ربك لبالمرصاد }( الفجر-14 ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

{ هَلْ فِي ذَلِكَ } المذكور { قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } أي : [ لذي ] عقل ؟ نعم ، بعض ذلك يكفي ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

والاستفهام فى قوله - تعالى - : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } للتقرير والتعظيم لما أقسم به - من مخلوقات . واسم الإِشارة " ذلك " يعود إلى تلك الأشياء التى أقسم الله - تعالى - بها .

والمراد بالحِجْر العقل ، وسمى بذلك لأنه يَحْجُر صاحبه ويمنعه عن ارتكاب ما لا ينبغى ، كما سمى عقلا ، لأنه يَعْقِل صاحبه عن ارتكاب السيئات ، كما يعقِل العقالُ البعيرَ عن الضلال .

والمعنى : هل فى ذلك الذى أقسمنا به من الفجر ، والليالى العشر ، والشفع والوتر قسم ، أى : مقسم به ، حقيق أن تؤكد به الأخبار عند كل ذى عقل سليم ؟ .

مما لا شك فيه أن كل ذى عقل سليم ، يعلم تمام العلم ، أن ما أقسم الله به من هذه الأشياء حقيق أن يقسم به ، لكونها - أى : هذه الأشياء - أمورا جليلة ، خليقة بالإِقسام بها لفخامة شأنها ، كما أن كل ذى عقل سليم يعلم - أيضا - أن المقسم بهذا المقسم ، وهو الله - عز وجل - صادق فيما أقسم عليه .

فالمقصود من وراء القسم بهذه الأشياء ، تحقيق المقسم عليه . بأسلوب فيه ما فيه من التأكيد والتشويق وتحقيق المقسم عليه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

ومن ثم يعقب عليه في النهاية : - " هل في ذلك قسم لذي حجر ؟ " وهو سؤال للتقرير . إن في ذلك قسما لذي لب وعقل . إن في ذلك مقنعا لمن له إدراك وفكر . ولكن صيغة الاستفهام - مع إفادتها التقرير - أرق حاشية . فهي تتناسق مع ذلك الجو الهامس الرقيق !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

وقوله : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } أي : لذي عقل ولب وحجا [ ودين ]{[30037]} وإنما سمي العقل حجْرًا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال ، ومنه حجْرُ البيت لأنه يمنع الطائف من اللصوق بجداره الشامي . ومنه حجر اليمامة ، وحَجَرَ الحاكم على فلان : إذا منعه التصرف ، { وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا } [ الفرقان : 22 ] ، كل هذا من قبيل واحد ، ومعنى متقارب ، وهذا القسم هو بأوقات العبادة ، وبنفس العبادة من حج وصلاة وغير ذلك من أنواع القرب التي يتقرب بها [ إليه عباده ]{[30038]} المتقون المطيعون له ، الخائفون منه ، المتواضعون لديه ، الخاشعون لوجهه الكريم .


[30037]:- (3) زيادة من م.
[30038]:- (4) زيادة من م، أ.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

جملة معترضة بين القَسم وما بعده من جوابه أو دليل جوابه ، كما في قوله تعالى : { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } [ الواقعة : 76 ] .

والاستفهام تقريري ، وكونه بحرف { هل } لأن أصل { هل } أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى ( قد ) .

واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به ، أي هل في القسم بذلك قَسم .

وتنكير { قسمَ } للتعظيم أي قسم كاففٍ ومُقنع للمُقْسم له . إذا كان عاقلاً أن يتدبر بعقله .

فالمعنى : هل في ذلك تحقيق لما أُقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حِجر .

والحِجْر : العقل لأنه يَحجرُ صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي ، كما سمي عقلاً لأنه يعْقِل صاحبه عن التهافت كما يعقِل العِقال البعيرَ عن الضَّلال .

واللام في قوله : { لذي حجر } لام التعليل ، أي قَسَم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القَسَم صادق فيما أقسم عليه .