لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

{ هل في ذلك } أي فيما ذكرت { قسم } مقنع ومكتفي في القسم فهو استفهام بمعنى التأكيد . { لذي حجر } أي لذي عقل سمي بذلك لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل له ، ولا ينبغي كما سمي عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن القبائح ، وسمي نهيه لأنه ينهى عما لا يحل ، ولا ينبغي وأصل الحجر المنع ، ولا يقال ذو حجر إلا لمن هو قاهر لنفسه ضابط لها عما لا يليق ، كأنه حجر على نفسه ومنعها ما تريد ، والمعنى إن من كان ذا لب ، وعقل علم أن ما أقسم الله عزّ وجلّ به من هذه الأشياء فيه عجائب ، ودلائل تدل على توحيده ، وربوبيته . فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه . قيل جواب القسم قوله تعالى{ إن ربك لبالمرصاد }[ الفجر : 14 ] ، واعترض بين القسم وجوابه قوله تعالى { ألم تر كيف فعل ربك بعاد } ، وقيل جواب القسم محذوف وتقديره ورب هذه الأشياء ليعذبن الكافر يدل عليه قوله تعالى { ألم تر كيف فعل ربك بعاد } ؟ إلى قوله { فصب عليهم ربك سوط عذاب } [ الفجر : 13 ] .