فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لّذِي حِجْرٍ } هذا الاستفهام لتقرير تعظيم ما أقسم سبحانه به وتفخيمه من هذه الأمور المذكورة ، والإشارة بقوله : { ذلك } إلى تلك الأمور ، والتذكير بتأويل المذكور : أي هل في ذلك المذكور من الأمور التي أقسمنا بها قسم : أي مقسم به حقيق بأن تؤكد به الأخبار . { لّذِي حِجْرٍ } أي عقل ولبّ ، فمن كان ذا عقل ولبّ علم أن ما أقسم الله به من هذه الأشياء حقيق بأن يقسم به ، ومثل هذا قوله : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } [ الواقعة : 76 ] قال الحسن : { لّذِي حِجْرٍ } أي لذي حلم . وقال أبو مالك : لذي ستر من الناس . وقال الجمهور : الحجر العقل . قال الفرّاء : الكلّ يرجع إلى معنى واحد ، لذي عقل ولذي حلم ولذي ستر ، الكلّ بمعنى العقل . وأصل الحجر المنع ، يقال لمن ملك نفسه ومنعها : إنه لذو حجر ، ومنه سمي الحجر لامتناعه بصلابته ، ومنه حجر الحاكم على فلان : أي منعه . قال والعرب تقول : إنه لذو حجر : إذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها .

/خ14