فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

{ هل في ذلك قسم } هذا الاستفهام لتقرير تعظيم ما أقسم الله سبحانه به وتفخيمه من هذه الأمور المذكورة ، والإشارة بقوله { ذلك } إلى تلك الأمور . والتذكير بتأويل المذكور ، أي هل في ذلك المذكور من الأمور التي أقسمنا بها قسم أي مقنع ومكتفى في القسم أو مقسم به حقيق بأن يؤكد به الأخبار ، وأيا ما كان فما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبة المشار إليه وبعد منزلته في الفضل والشرف .

{ لذي حجر } أي عقل ولب ، فمن كان ذا عقل ولب علم أن ما أقسم الله به من هذه الأشياء حقيق بأن يقسم به ، ومثل هذا قوله { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } قال الحسن : لذي حجر أي لذي حلم ، وقال أبو مالك : لذي ستر من الناس ، وقال الجمهور : الحجر العقل قال الفراء : الكل يرجع إلى معنى واحد لذي عقل ولذي حلم ولذي ستر ، الكل بمعنى العقل .

وأصل الحجر المنع يقال لمن ملك نفسه ومنعها أنه لذو حجر ، ومنه سمي الحجر لامتناعه بصلابته ومنه حجر الحاكم على فلان أي منعه ، قال والعرب تقول أنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها ، قال ابن عباس لذي حجر لذي حجى وعقل ونهي .