البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

الحجر : العقل ، قال الفراء : العرب تقول : إنه لذو حجر إذا كان قاهراً لنفسه حافظاً لها ، كأنه من حجرت على الرجل .

وجواب القسم محذوف .

قال الزمخشري : وهو لنعذبن ، يدل عليه قوله : { ألم تر } إلى قوله : { فصب عليهم ربك سوط عذاب } .

وقال ابن الأنباري : الجواب : { إن ربك لبالمرصاد } .

والذي يظهر أن الجواب محذوف يدل عليه ما قبله من آخر سورة الغاشية ، وهو قوله : { إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم } وتقديره : لإيابهم إلينا وحسابهم علينا .

وقول مقاتل : هل هنا في موضع تقديره : إن في ذلك قسماً لذي حجر .

فهل على هذا في موضع جواب القسم ، قول لم يصدر عن تأمل ، لأن المقسم عليه على تقدير أن يكون التركيب إن في ذلك قسماً لذي حجر لم يذكر ، فيبقى قسم بلا مقسم عليه ، لأن الذي قدره من إن في ذلك قسماً لذي حجر لا يصح أن يكون مقسماً عليه ، وهل في ذلك تقرير على عظم هذه الأقسام ، أي هل فيها مقنع في القسم لذي عقل فيزدجر ويفكر في آيات الله .