السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

وقوله تعالى : { هل في ذلك } ، أي : القسم والمقسم به { قسم } ، أي : حلف أو محلوف { لذي حجر } استفهام معناه التقرير ، كقولك : ألم أنعم عليك إذا كنت قد أنعمت أو المراد منه التأكيد لما أقسم عليه كمن ذكر حجة بالغة ، ثم قال : هل فيما ذكرته حجة والمعنى : إنّ من كان ذا لب علم أنّ ما أقسم الله تعالى به هذه الأشياء فيه عجائب ودلائل على التوحيد والربوبية فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه والحجر العقل لأنه يحجر عن التهافت فيما لا ينبغي كما يسمى عقلاً ونهية لأنه يعقل وينهى وحصاه من الإحصاء وهو الضبط . وقال الفراء : يقال إنه لذو حجر إذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها .