معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي  
{وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ} (19)

قوله تعالى : { واقصد في مشيك } أي : ليكن مشيك قصداً لا تخيلاً ولا إسراعاً . وقال عطاء : امش بالوقار والسكينة ، كقوله : { يمشون على الأرض هوناً } { واغضض من صوتك } انقص من صوتك ، وقال مقاتل : اخفض من صوتك ، { إن أنكر الأصوات } أقبح الأصوات ، { لصوت الحمير } أوله زفير وآخره شهيق ، وهما صوتا أهل النار . وقال موسى بن أعين : سمعت سفيان الثوري يقول في قوله : { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } قال : صياح كل شيء تسبيح لله إلا الحمار . وقول جعفر الصادق في قوله : { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } قال : هي العطسة القبيحة المنكرة . قال وهب : تكلم لقمان باثني عشر ألف باب من الحكمة ، أدخلها الناس في كلامهم وقضاياهم ومن حكمه : قال خالد الربيعي : كان لقمان عبداً حبشياً فدفع مولاه إليه شاة وقال : اذبحها وائتني بأطيب مضغتين منها ، فأتاه باللسان والقلب ، ثم دفع إليه شاة أخرى ، وقال : اذبحها وائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه باللسان والقلب ، فسأله مولاه ، فقال : ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا .