الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ} (19)

وغضُّ الصوتِ أوقرُ للمتكلم وأبسطُ لنفس السامع وفهمِه ، ثم عَارَضَ ممثلاً بصوت الحَمِير على جهة التشبيه ، أي : تلك هي التي بَعُدت عن الغَض فهِي أنكَرُ الأصوات ، فكذلك ما بعُد عن الغَضِّ من أصوات البشر ؛ فهو في طريقِ تلك ، وفي الحديث : ( إذَا سِمِعْتُمْ نَهِيقَ الحَمِيرِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإنَّهَا رَأَتْ شَيْطاناً ) .

وقال سفيانُ الثوري : صياح كل شيءٍ تسبيحٌ إلا صياحُ الحمير .

( ت ) : ولفظ الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : ( إذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فاسألوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، فَإنَّهَا رَأَتْ مَلَكاً ، وَإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإنَّهُ رأى شَيْطَاناً ) رواه الجماعَة إلا ابن ماجَهْ ، وفي لفظ النسائي : ( إذَا سَمِعْتُمْ الدِّيَكَةَ تَصِيحُ بِاللَّيْلِ ) ، وعن جابرٍ قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : ( إذَا سَمِعْتُمْ نِبَاحَ الْكِلاَبِ وَنَهِيقَ الْحمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَإنَّهَا ترى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وَأَقِلُّوا الخُرُوجَ إذَا وجَدَّتْ فَإنَّ اللّهَ يَبُثُّ في لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ ) رواه أبو داود النسائي والحاكم في «المستدرك » . واللفظ له ، وقال صحيح على شرط مسلم انتهى ، من «السلاح » .