الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ} (19)

ثم قال تعالى : { واقصد في مشيك } أي : تواضع في مشيك إذا مشيت ولا تستكبر ولا تستعجل ولكن اتئد .

قال مجاهد : واقصد في مشيك التواضع{[54972]} .

وقال قتادة : نهاه عن الخيلاء{[54973]} .

وقال يزيد بن أبي حبيب{[54974]} : نهاه عن السرعة{[54975]} .

ثم قال : { واغضض من صوتك } أي : اخفض منه واجعله قصدا إذا /تكلمت .

وقيل : معناه إذا ناجيت ربك لا تصح وبالخفاء دعا زكريا ربه .

قال قتادة : أمره بالاقتصاد في صوته{[54976]} .

ثم قال : { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير }

قال مجاهد والضحاك والأعمش{[54977]} وقتادة : معناه إن أقبح الأصوات{[54978]} .

قال قتادة : أوله زفير وآخره شهيق{[54979]}

قال عكرمة : معناه إن شر الأصوات{[54980]} .

وقال الحسن : معناه إن أشد الأصوات{[54981]} .

قال ابن زيد : لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله للحمير{[54982]} .

ووحد الصوت لأنه مصدر .

وفي الحديث : " ما صاح حمار ولا نبح كلب إلا أن يرى شيطانا " {[54983]} .


[54972]:انظر: جامع البيان 21/76 والدر المنثور 524
[54973]:انظر: جامع البيان 21/76، والدر المنثور 524
[54974]:هو يزيد بن سويد الأزدي بالولاء المصري، أبو رجاء مفتي أهل مصر في صدر الإسلام، وأول من أظهر علوم الدين والفقه بها، قال الليث: "يزيد عالمنا وسيدنا وكان حجة حافظا للحديث" انظر: تذكرة الحفاظ 1/129، 116 والإصابة 3/657، 9270
[54975]:انظر: جامع البيان 21/76، وأحكام الجصاص 3/352، والدر المنثور 6/524
[54976]:انظر: جامع البيان 21/76، والدر المنثور 6/524
[54977]:الأعمش: هو أبو محمد سليمان بن مهران، تابعي أخذ عن النخعي، وروى عنه ابن أبي ليلى والأعمش لقب له. توفي سنة 148 هـ. انظر: حلية الأولياء 5/46، 288 وغاية النهاية 1/315، 1389، وتقريب التهذيب 1/331، 500
[54978]:انظر: جامع البيان 21/77، وتفسير سفيان الثوري 238، والكشف والبيان للثعلبي 6/51، وتفسير ابن كثير 3/447
[54979]:انظر: جامع البيان 21/77، والكشف والبيان 6/51، والدر المنثور 6/524، وفتح القدير 4/24
[54980]:انظر: جامع البيان 21/77، والكشف والبيان 6/51
[54981]:انظر: جامع البيان 21/77
[54982]:انظر: المصدر السابق والكشف والبيان 6/51
[54983]:لم أقف على هذا الحديث بهذا اللفظ إلا في إعراب القرآن للنحاس 3/286، والجامع للقرطبي 14/72. ووقفت عليه بمعناه في سنن أبي داود حيث أخرجه أبو داود عن جابر ابن عبد الله 5103، وفيما يلي لفظه، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين ما لا ترون".