بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ} (19)

ثم قال عز وجل : { واقصد فِي مَشْيِكَ } يعني : تواضع لله تعالى في المشي ، ولا تختل في مشيتك . ويقال : أسرع في مشيتك ، لأن الإبطاء في المشي يكون من الخيلاء . { واغضض مِن صَوْتِكَ } يعني : اخفض . و{ من } صلة في الكلام اخفض كلامك ، ولا تكن سفيهاً .

ثم ضرب للصوت الرفيع مثلاً فقال : { إِنَّ أَنكَرَ الأصوات } يعني : أقبح الأصوات { لَصَوْتُ الحمير } لشدة أصواتها . وإنما ذكر صوت الحمير ، لأن صوت الحمار كان هو المعروف عند العرب وسائر الناس بالقبح ، وإن كان قد يكون ما سواه أقبح منه في بعض الحيوان . وإنما ضرب الله المثل بما هو المعروف عند الناس .