التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (116)

قوله تعالى { فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيّة ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربّك ليُهلك القرى بظلم وأهلها مُصلحون } .

قال ابن كثير : ثم أخبر تعالى أنه لم يهلك قرية إلا وهي ظالمة لنفسها ولم يأت قرية مصلحة بأسه وعذابه قط حتى يكونوا هم الظالمين كما قال تعالى : { وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم } وقال : { وما ربك بظلام للعبيد } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم } ، أي : لم يكن من قبلكم من ينهى عن الفساد في الأرض { إلا قليلا ممن أنجينا منهم } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه } من دنياهم .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله : { واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه } قال : في ملكهم وتجبرهم ، وتركوا الحق .