{ فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القرون مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ } [ هود : 116 ] ، { لَوْلاَ } : هي التي للتحضيض ، لكن ، يقترن بها هنا مَعْنَى التفجُّع والتأسُّف الذي ينبغي أنْ يقع من البَشَر عَلَى هذه الأُمَمِ التي لم تَهْتِدِ ، وهذا نحو قوله سبحانه : { يا حسرة عَلَى العباد } [ يس : 30 ] ، والقرون من قبلنا قومُ نوحٍ وعادٍ وثمود ، ومَنْ تقدم ذكْرُهُ .
وقوله : { أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } [ هود : 116 ] أي : أولو بقيةٍ مِنْ عقْلٍ وتمييزٍ ودينٍ . { يَنْهَوْنَ عَنِ الفساد } وإِنما قيل : { بَقِيَّةٍ } ؛ لأن الشرائِعَ والدوَل ونَحْوَها ، قوَّتُها في أولها ، ثم لا تزال تَضْعُفُ ، فمن ثَبَتَ في وقْتِ الضعْفِ ، فهو بقيَّة الصدْرِ الأول .
و { الفساد فِي الأرض } : هو الكُفْر وما اقترن به من المعاصي ، وهذه الآيةُ فيها تنبيهٌ لهذه الأُمَّةِ وحضٌّ على تغيير المُنْكَر ، ثم استثنى الله عزَّ وجلَّ القوم الذين نَجَّاهم معَ أنبيائهم ، وهم قليلٌ بالإِضافة إِلى جماعاتهم ، و{ قَلِيلاً } استثناء مُنْقطعٌ ، أيْ : لكن قليلاً ممن أنجينا منهم ، نَهَوْا عن الفساد ، و«المُتْرَف » : المنعَّم الذي شغلَتْهُ تُرْفَتُهُ عن الحَقِّ حتى هلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.