الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (116)

{ فَلَوْلاَ كَانَ } فهلاّ كان { مِنَ الْقُرُونِ } التي أهلكناهم { مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } أصحاب دين وعقل { يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ } ومعناه : فلم يكن ، لأن في الاستفهام ضرباً من الجحد { إِلاَّ قَلِيلاً } استثناء منقطع { مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } وهم أتباع الأنبياء وأهل الحق .

{ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ } قال ابن عباس : ما أُنظروا فيه ، وروي عنه : أُبطروا . الضحّاك : اعتلّوا ، مقاتل بن سليمان : أُعطوا ، ابن حيان : خوّلوا ، مجاهد : تجبّروا في الملك وعتوا عن أمر الله ، الفرّاء : ما سوّدوا من النعيم واللذات وإيثار الدنيا على الآخرة { وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } كافرين