التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (5)

قوله تعالى { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور } .

قال الشيخ الشنقيطي : يبين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لا يخفى عليه شيء ، وأن السر كالعلانية عنده ، فهو عالم بما تنطوي عليه الضمائر وما يعلن وما يسر ، والآيات المبينة لهذا كثيرة جدا ، كقوله : { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } وقوله جل وعلا : { واعلموا أن يعلم ما في أنفسكم فاحذروه } وقوله : { فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين } ، وقوله : { وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء } الآية .

قال البخاري : حدثنا الحسن بن محمد بن صباح حدثنا حجّاج قال : قال ابن جريج : أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ { ألا إنهم تثنوني صدورُهم } قال سألته عنها فقال : أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء ، وأن يجامعوا نساءهم فيفضون إلى لسماء ، فنزل ذلك فيهم .

( صحيح البخاري8/349-ك التفسير-سورة هود ، ب ( الآية ) ح4681 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { ألا حين يستغشون ثيابهم } يقول : يغطون رؤوسهم .