التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَأۡتِيهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٖۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٞ} (17)

قوله تعالى { يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ }

قال الطبري : حدثنا الحسن ابن محمد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قوله : { ويأتيه الموت من كل مكان } قال : من تحت كل شعرة في جسده .

وسنده صحيح .

قال ابن كثير : وقوله { ومن ورائه عذاب غليظ } أي وله من بعد هذا الحال عذاب آخر غليظ ، أي مؤلم صعب شديد أغلظ من الذي قبله ، وأدهى وأمر ، وهذا كما قال تعالى في شجرة الزقوم : { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم } فأخبر أنهم تارة يكونون في أكل زقوم ، وتارة في شرب حميم ، وتارة يردون إلى جحيم ، عياذا بالله من ذلك .