ولا يكاد يسيغه أي : ولا يقارب أن يسيغه ، فكيف تكون الإساغة .
والظاهر هنا انتفاء مقاربة إساغته إياه ، وإذا انتفت انتفت الإساغة ، فيكون كقوله : { لم يكد يراها } أي لم يقرب من رؤيتها فكيف يراها ؟ والحديث : «جاءنا ثم يشربه » فإن صح الحديث كان المعنى : ولا يكاد يسيغه قبل أن يشربه ثم شربه ، كما جاء
{ فذبحوها وما كادوا يفعلون } أي وما كادوا يفعلون قبل الذبح .
وتجرع تفعل ، ويحتمل هنا وجوهاً أن يكون للمطاوعة أي جرعه فتجرع كقولك : علمته فتعلم .
وأنْ يكون للتكلف نحو : تحلم ، وأن يكون لمواصلة العمل في مهلة نحو : تفهم أي يأخذه شيئاً فشيئاً .
وأن يكون موافقاً للمجرد أي : تجرعه كما تقول : عدا الشيء وتعدّاه .
ويتجرعه صفة لما قبله ، أو حال من ضمير ويسقى ، أو استئناف .
والظاهر أنّ قوله : من كل مكان معناه من الجهات الست ، وذلك لفظيع ما يصيبه من الآلام .
وقال إبراهيم التيمي : من كل مكان من جسده ، حتى من أطراف شعره .
وقيل : حتى من إبهام رجليه ، والظاهر أنّ هذا في الآخرة .
وقال الأخفش : أراد البلايا التي تصيب الكافر في الدنيا ، سماها موتاً وهذا بعيد ، لأنّ سياق الكلام يدل على أنّ هذا من أحوال الكافر في جهنم .
وقوله : وما هو بميت لتطاول شدائد الموت ، وامتداد سكراته .
ومن ورائه الخلاف في من ورائه كالخلاف في من ورائه جهنم .
وقال الزمخشري : ومن بين يديه عذاب غليظ أي : في كل وقت يستقبله يتلقى عذاباً أشد مما قبله وأغلظ .
وعن الفضيل : هو قطع الأنفاس وحبسها في الأجساد انتهى .
وقيل : الضمير في ورائه هو يعود على العذاب المتقدم لا على كل جبار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.