التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (39)

قوله تعالى { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون } .

قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال سول الله صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالموت كهيئة كبش أملح ، فيُنادى مناد : يا أهل الجنة فيشرئبُّون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه . ثم يُنادى : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه . فيُذبح . ثم يقول : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت . ثم قرأ { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضي الأمر وهم في غفلة -وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا- وهم لا يؤمنون } .

( صحيح البخاري8/282ح4730-ك التفسير-سورة مريم ، ب( الآية ) ) . ( صحيح مسلم4/2188-ك الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، ب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { وأنذرهم يوم الحسرة } من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله ، وحذره عباده . وقوله { إذ قضي الأمر } يقول : إذ فرغ من الحكم لأهل النار بالخلود فيها ، ولأهل الجنة بمقام الأبد فيها بذبح الموت . وقوله { وهم في غفلة } يقول : وهؤلاء المشركون في غفلة عما الله فاعل بهم يوم يأتونه خارجين من قبورهم ، من تخليده إياهم في جهنم ، وتوريثه مساكنهم من الجنة غيرهم { وهم لا يؤمنون } يقول تعالى ذكره وهم لا يصدقون بالقيامة والبعث ، ومجازاة الله إياهم على سيء أعمالهم بما أخبر أنه مجازيهم به .