ثم قال : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر }{[44280]} أي : أنذر هؤلاء المشركين يوم حسرتهم وندامتهم على ما فرطوا في جنب الله إذا{[44281]} رأوا مساكنهم في الجنة قد أورثها الله أهل الإيمان به ، وعوضوا منها منازل في النار ، وأيقن الفريقان في الخلود .
قال ابن مسعود : ليس نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة ، وبيت في النار ، وهو يوم الحسرة ، فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة فيقال : لو آمنتم ، فتأخذهم الحسرة{[44282]} ، ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار ، فيقال لهم : لولا ما من به الله عليكم{[44283]} .
وقيل{[44284]} : { يوم الحسرة } يوم يعطى كتابه بشماله .
وروى أبو سعيد الخدري{[44285]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجاء بالموت فيوضع بين الجنة والنار كأنه كبش أملح . قال : فيقال : يا أهل الجنة ، هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون{[44286]} ، فيقولون : نعم هذا الموت . قال : فيقال : يا أهل النار ، هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون فيقولون : نعم ، هذا الموت . ثم يؤمر به فيذبح . قال : فيقول{[44287]} : يا أهل الجنة ، خلود بلا موت ، ويا أهل النار ، خلود بلا موت . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وأنذرهم يوم الحسرة } الآية . وأشار بيده في الدنيا " {[44288]} يريد الغفلة في الدنيا .
وكذلك رواه{[44289]} أبو هريرة{[44290]} عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يؤتى بالموت يوم القيامة ، فيوقف{[44291]} على الصراط . وقال في أهل الجنة ، فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم ، وقال في أهل النار ، فيطلعون{[44292]} فرحين مسرورين ، رجاء أن يخرجوا من مكانهم . وقال : فيذبح{[44293]} على الصراط .
قال ابن عباس : ( يصور الله الموت كأنه كبش أملح . فيذبح ، فييأس أهل النار من الموت ، فلا يرجونه ، فتأخذهم{[44294]} الحسرة من أجل الخلود في النار ، ويأمن أهل الجنة الموت ، فلا يخشونه ){[44295]} .
وقال ابن عباس : ( يوم الحسرة ) من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله وحذره عباده{[44296]} .
ومعنى : { إذ قضي الأمر } إذ فرغ من الحكم لأهل النار بالخلود فيها ولأهل الجنة بالخلود [ فيهأي{[44297]} . /
وقوله : { وهم في غفلة } أي : هؤلاء المشركون{[44298]} في غفلة عما الله فاعل بهم يوم القيامة .
{ وهم لا يومنون } أي : لا يصدقون بآيات الله ولا بالرجوع إليه يوم القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.