بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (39)

{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحسرة } ، يقول : وأنذرهم يا محمد أي خوفهم بهول يوم القيامة ، { إِذْ قُضِىَ الأمر } ؛ يعني : فرغ من الأمر إذا دخل أهل الجنة الجنة ، ودخل أهل النار النار ، وهو يوم القيامة . { وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ } ، يعني : هم في الدنيا في غفلة من تلك الندامة والحسرة . { وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، يعني : لا يصدقون بالبعث .

قال : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي مسلمة ، عن الزهري ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يَؤْتَى بِالمَوْتِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ ، فَيُقَالُ : يَا أَهْلَ الجَنَّةِ ، فَيطلعُونَ . وَيُقَالُ : يا أهْلَ النَّارِ ، فيطلعونَ . فيقالُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هذا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَم يَا رَبَّنَا ، هَذا المَوْتُ . قال : فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ على الصَّرَاطِ ، ثم يقالُ : للفريقينِ . خُلُودٌ لا مَوْتَ فِيهَا أبداً » . وروى الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ، فذلك قوله : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحسرة إِذْ قُضِىَ الأمر } الآية .