الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (39)

قوله تعالى : { إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ } : يجوز أن يكونَ منصوباً بالحَسْرَةِ ، والمصدرُ المعرَّفُ بأل يعملُ في المفعولِ الصريح عند بعضِهم فكيف بالظرف ؟ ويجوز أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ " يوم " فيكون معمولاً ل " أَنْذر " كذا قال أبو البقاء والزمخشري وتبعهما الشيخُ ، ولم يَذْكر غيرَ البدل .

وهذا لا يجوزُ أن كان الظرف باقياً على حقيقته ؛ إذ يستحيلُ أَنْ يعملَ المستقبل في الماضي ، فإن جَعَلْتَ " اليوم " مفعولاً به ، أي : خَوِّفْهم نفسَ اليومِ ، أي : إنهم يخافون اليومَ نفسَه ، صَحَّ ذلك لخروجِ الظرفِ إلى حَيِّزِ المفاعيل الصريحة .

39

قوله : { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } جملتان حاليتان وفيهما قولان ، أحدهما : أنهما حالان من الضميرِ المستترِ في قولِه { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ، أي : استقرُّوا في ضلالٍ مبين على هاتين الحالتين السَّيئتين . والثاني : أنهما حالان مِنْ مفعولِ " أَنْذِرْهُم " أي : أَنْذِرهم على هذه الحالِ وما بعدَها ، وعلى الاولِ يكون قولًُه { وَأَنْذِرْهُم } اعتراضاً .