التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} (133)

قوله تعالى{ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قوله{ أم كنتم شهداء }يعني : أهل الكتاب .

قوله تعالى{ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق }

أخرج البخاري تعليقا عن أبي بكر وابن عباس وابن الزبير : أن الجد أب .

( الصحيح 5/214- الفرائض ، ب ميراث الجد مع الأب والأخوة ) . قال ابن حجر في ( تغليق التعليق : أما قول أبي بكر أن ألجد أب فأسنده المؤلف- أي البخاري- في فضل أبي بكر وكذا قول ابن الزبير ( وانظر فتح الباري 7/17 رقم3658 ) . وأما قول ابن عباس فقد ذكر من أخرجه كالبيهقي وسعيد بن منصور ( تغليق التعليق 5/215 ) ، وسنن سعيد بن منصور رقم ( 40-52 ) ، والسنن الكبرى ( 6/246 ) . وقد ذكر ابن كثير هذه الرواية مستشهدا لمن استدل بهذه الآية في جعل الجد أبا وحجب به الإخوة ( التفسير 1/324 ، 323 ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قوله{ إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } فسمى عمه أباه .

قوله تعالى{ ونحن له مسلمون }

أخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : " الأنبياء إخوة لعلات " أمهات شتى ودينهم واحد " .

( صحيح البخاري رقم 3443- الأنبياء ، ب قول الله { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت } ) ، ( وصحيح مسلم رقم 2365 –الفضائل ، ب فضائل عيسى ) . وذكره ابن كثير مستدلا على ان الإسلام هو ملة الأنبياء قاطبة وإن تنوعت شرائعهم ( التفسير 1/324 ) .

قوله : إخوة لعلات : وفي رواية أولاد علات كما في الصحيحين وقال النووي عندها قال العلماء : أولاد العلات بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم الإخوة لأب من أمهات شتى وأما الأخوة من الأبوين فيقال لهم : أولاد الأعيان . قال جمهور العلماء : معنى الحديث : أصل إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة فإنهم متفقون في أصول التوحيد وأما في فروع الشرائع فوقع فيها الاختلاف( صحيح مسلم بشرح النووي 15/120 ، 119 ) . وقال ابن حجر : العلات ضرائر( الفتح 6/849 ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{ مسلمين }يقول : موحدين .

قوله : مسلمين كذا في الأصل وكأنه قد فسره عند لفظ : مسلمين . في موضع آخر ثم أتى به هنا باللفظ نفسه .