جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} (133)

{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } ، منقطعة {[221]} والهمزة للإنكار أي : ما كنتم حاضرين ، وهذا رد على اليهود حيث قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية ، { إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ } ، تم الكلام ثم ابتدأ بقوله : { إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ } ، كأنه قال : اذكر ذلك الوقت حتى لا تدعى إليه اليهودية أو متعلق بقالوا نعبد ، { مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً } ، نصبه على البدل من إله آبائك وإسماعيل عمه فهو من التغليب ، { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } ، حال من معمول نعبد .


[221]:قيل أم متصلة أي: تدعون على أنبياء اليهودية بلا سند أم كنتم حاضرين وفي البحر لا نعلم أحداً أجاز حذف هذه الجملة ولا نحفظ ذلك في شعر ولا غيره وقيل منقطعة بمعنى بل للإضراب عن الكلام الأول لا بمعنى نفيه والحكم ببطلانه بل بمعنى الأخذ فيما هو أهم وقيل قد يجيء المنقطعة بمعنى الهمزة وحدها ويكون لمجرد الإنكار وهاهنا كذلك/12 منه