ثم قال : " عز وجل( {[4253]} ) ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ ) [ 132 ] .
( أَمْ ) بمعنى الألف ، أي : أكنتم حاضرين( {[4254]} ) يا معشر اليهود والنصارى المكذبين بمحمد صلى الله عليه وسلم/ إذ نزل بيعقوب( {[4255]} ) الموت حين قال لبنيه : ما تعبدون من بعد موتي ؟ قالوا : نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وهو جده( {[4256]} ) –وإسماعيل( {[4257]} )- وهو عمه( {[4258]} ) –وإسحاق-وهو أبوه- صلوات اله عليهم [ و ]( {[4259]} ) على محمد( {[4260]} ) .
وقدم( {[4261]} ) إسماعيل لأنه أكبر من إسحاق( {[4262]} ) .
( إِلَهاً وَاحِداً ) ؛ أي : معبوداً واحداً ، لا نشرك( {[4263]} ) به شيئاً .
( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) : أي : خاضعون متذللون بالعبادة له .
وروي أنه لم يقبض الله نبياً قط حتى يخيّره بين الموت والحياة ، فلما خيّر( {[4264]} ) يعقوب عليه السلام قال : أنظرني( {[4265]} )/حتى أسأل ولدي ، وأوصيهم ففعل الله ذلك . فجمع يعقوب ولده وهم إثنا عشر –وهم الأسباط- ، وجمع أولادهم فقال لهم : إنه( {[4266]} ) قد حضرتْ وفاتي ، وأنا أريد أن أسألكم وأوصيكم : فما تعبدون من بعدي ؟ فأجابوه بما حكى الله تعالى عنهم ، فدعا لهم ثم قبضه الله صلوات الله عليه وعليهم أجمعين وعلى( {[4267]} ) محمد( {[4268]} ) .
فمعنى الكلام : إنكم يا أهل الكتابين( {[4269]} ) لم تحضروا ذلك –ولا شاهدتموه فكفرتم بغير علم ولا يقين فادَّعَيْتُمْ على أنبياء الله الأباطيل ونحلتموهم إلى اليهودية والنصرانية ، وإنما بعثهم الله [ بالحنيفية المسلمة ، وبذلك وصّوا بنيهم( {[4270]} ) ] فلو حضرتم ذلك وسمعتموه لعلمتم أنهم على غير ما تنحلونهم من الدين .
وهذه الآيات( {[4271]} ) نزلت تكذيباً من الله لليهود والنصارى في دعواهم إبراهيم/ ويعقوب أنهما كانا( {[4272]} ) على ملتهم .
وقرأ يحيى بن يعمر( {[4273]} ) والحسن وأبو رجاء( {[4274]} ) والجحذري( {[4275]} ) " وإله أبيك " بلفظ التوحيد( {[4276]} ) . فيحتمل أن يكون جمعاً مسلماً ، فيكون كالقراءة التي عليها الجماعة . ويحتمل أن يكون موحداً وإبراهيم بدل( {[4277]} ) منه وإسماعيل وإسحاق عطف على الأب وهما في القول الأول بدل الجمع الذي قبلهما .
وجمع " إبراهيم " و " إسماعيل " عند سيبويه والخليل : " بَرَاهيمُ " و " سَمَاعِيلُ( {[4278]} ) " ( {[4279]} ) .
وحكى الكوفيون " بَرَاهِمَةُ " و " سَمَاعِلَةٌ " ، فالهاء بدل من الياء كزنادقة وزناديق( {[4280]} ) .
وجمعهما( {[4281]} ) عند المبرد : " أَبَارِهٌ " و " أَسَامِعٌ " و " أَبَارِيهٌ " و " أَسَامِيعٌ " . قال : لأن الهمزة ليس هذا موضوع زيادتها( {[4282]} ) .
وأجاز( {[4283]} ) أحمد بن يحيى : " بِرَاهٌ " / كما يجوز( {[4284]} ) في التصغير " بُرَيْهٌ " ( {[4285]} ) .
وجمع إسحاق أَسَاحِيقٌ . وحكى الكوفيون أَسَاحِقَةٌ وأَسَاحِيقٌ وَيَعْقُوبٌ وَيَعَاقِيبٌ ، وَيَعَاقِبَةٌ وَيَعَاقِبٌ " ( {[4286]} ) .
ولا يجوز عند أحد حذف الهمزة من " إسرائيل " ، ويقال( {[4287]} ) في جمعه : " أساريل " ( {[4288]} ) .
وحكى الكوفيون " أَسَارِلَةٌ " و " أَسَارِلٌ " ، وجمعه كله مسلماً أحسن( {[4289]} ) .
وقوله : ( إِلَهاً وَاحِداً ) [ 132 ] .
نصب على الحال أو على البدل من " إله " الأول . فإذا كان حالاً كان تقديره :
نعب إلهك في حال انفراده ووحدانيته( {[4290]} ) .
وأجاز( {[4291]} ) يعقوب( {[4292]} ) الوقف على ( ابَائِكَ ) ويبتدئ : ( إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ) ، ينصب ذلك على إضمار فعل( {[4293]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.